تنبيه: احذر من المواقع الاحتيالية وعمليات التصيد الاحتيالي. اعرف المزيد.

image description

القاسم المشترك بين الأعمال والأطفال

يرى زاهر الحبتري أن تنمية مشاريع جديدة بمليارات الدولارات يشبه بتنمية الأطفال ونشأتهم

يمتلك زاهر الحبتري شغفاً كبيراً للغاية تجاه عمله في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لدرجة أنه يصف مسؤولياته الرئيسية بأنها كرعاية الأطفال.

بصفته نائب الرئيس التنفيذي للمشاريع الرأس مالية وعمليات البوكسيت والألومينا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، فإن زاهر مسؤول عن عمليات تعدين البوكسيت وتكرير الألومينا وجميع مشاريع التطوير في الشركة، كما يشغل منصب عضو في اللجنة التنفيذية لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

علق زاهر على ذلك بقوله: "أكثر الأمور المشوقة بالنسبة لي هو تنشئة طفل ورؤية هذا الطفل ينمو ويكبر، وكان هذا هو الحال دائماً منذ انضمامي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم. فالتعدين ومصفاة الألومينا بالنسبة لي كأطفالي الصغار، لا سيما مصفاة الألومينا لأنني كنت ضمن مؤسسي هذا المشروع منذ البداية".

في الواقع، كان زاهر "الموظف الأول حرفياً" في عمليات مصفاة الطويلة للألومينا، حيث انضم للشركة في العام 2014 عندما كان المشروع لا يزال مجرد فكرة.

أشار زاهر إلى أن السبب وراء إنشاء مصفاة الألومينا هو أن الإمارات العالمية للألمنيوم أرادت أن تعتمد على نفسها في تطوير  مستقبلها من خلال إنتاج المادة الخام الرئيسية - الألومينا ، وهي المادة الأساسية المستخدمة في مصاهر الألمنيوم.

وأضاف المواطن الإماراتي: "تم تكليفي في ذلك الوقت بإنشاء هذا الطفل الصغير".

استثمرت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم حوالي 3,3 مليار دولار لبناء مصفاة الطويلة لتكرير الألومينا، واستغرق بناء الموقع، الذي تساوي مساحته 200 ملعب كرة قدم، 72 مليون ساعة عمل.

بدأت مصفاة الطويلة الإنتاج في العام 2019، وسرعان ما تطور هذا الطفل إلى مشروع فائق النجاح.

وأردف زاهر: "كان النجاح كبيراً لأننا ساعدناه على النمو بشكل أفضل بكثير مما تخيلنا. وإذا شئت استخدام نفس التشبيه كالطفل، فقد رأيت الطفل يكبر ليصبح مراهقاً بشكل أسرع مما كنت أتصور. ومقارنة بأفضل أداء مصافي الألومينا الأخرى في جميع أنحاء العالم، كنا نتوقع أن ينمو الطفل ويصل إلى هذا المستوى من النضج على مدى عِقد أو أكثر، ولكننا فعلنا ذلك في أقل من ثلاث سنوات. وقد تمكنا من تحويل الإمارات العالمية للألمنيوم من مصهر للألمنيوم إلى شركة متكاملة لصناعة الألمنيوم".

وأنتجت مصفاة الطويلة للألومينا في العام الماضي 2,43 مليون طن من الألومينا ولبّت 47% من إجمالي احتياجات الشركة من الألومينا، وهو ما يفوق طاقتها الاسمية البالغة مليوني طن.

ويعتقد زاهر أن أسباب هذا الإنجاز تكمن في التصميم المتطور للمصفاة، إضافة إلى فريق العمل المناسب، وثقافة العمل والعقلية الصحيحة. وساعدت كل هذه العوامل المجتمعة على ازدهار مصفاة الطويلة للألومينا وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

وأضاف زاهر: "لكننا لم ننتهِ بعد، حيث نريد مواصلة معرفة مدى قدرة هذا الطفل على تحقيق المزيد من النجاح، ليكون أكبر وأفضل وأكثر قوة، ما يتطلب زيادة العمل بقدر ما نستطيع مع التحكم في التكاليف لضمان تحقيق عوائد كبيرة".

واستطرد: "ولكننا نفعل ذلك بمسؤولية وبطريقة منطقية. فلا جدوى - ولا نجاح - في تحقيق رقم قياسي ثم الفشل في اليوم التالي أو العام الذي يليه، ولكن لا يعني ذلك أن نتبع منهجاً متحفظاً للغاية. وأعتقد أن هذا هو نموذجنا في العمل دائماً".

تعتبر مصفاة الطويلة للألومينا الأولى من نوعها في دولة الإمارات والثانية في الشرق الأوسط، وتعزز من تنوع وقوة الاقتصاد الوطني كنشاط صناعي جديد في دولة الإمارات. ووصف زاهر بأن الانضمام إلى الإدارة التنفيذية لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم وقيادة النمو الاقتصادي المستدام يعتبر "امتيازاً" و "مسؤوليةً" في نفس الوقت.

وأردف قائلاً: "هدفنا هو "معاً نبتكر من الألمنيوم حياة عصرية متكاملة"، وما يشغل تفكيري كل يومي هو "كيف يمكنني تطوير أعمالنا بشكل أكبر؟" نريد أن ننمو، ولكننا نريد تحقيق هذا النمو بطريقة مستدامة".

يتمتع زاهر بخبرة تزيد عن 20 عاماً في العمل في مجال النفط والغاز والمعادن والتعدين، حيث انضم أولاً إلى أدنوك في العام 1999 بصفة مهندس متدرب، ثم عمل كمدير مشروع. وانتقل زاهر بعد ذلك إلى مبادلة من 2007 إلى 2011 كنائب لرئيس خدمات البترول، كما شارك في عضوية مجلس إدارة بتروفاك الإمارات وشركة الخدمات والحلول التوربينية.

ويحمل زاهر شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة تولسا. ولكن أثناء دراسته للحصول على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في الشارقة (حيث كان يعمل حينها في أدنوك)، مرت بذهنه فكرة جديدة.

"كشف ماجستير إدارة الأعمال عن عنصر الاستثمار في الأعمال، وحينها بدأت أفكر: "أريد حقاً معرفة المزيد عن هذا الموضوع". كنت محظوظاً جداً لأنني بمجرد حصولي على ماجستير إدارة الأعمال، أتيحت لي فرصة التعمق أكثر في عالم الاستثمار".

وبعيداً عن عوالم الاستثمار والاستدامة والنمو، يستمتع زاهر المقيم في أبوظبي بممارسة الرياضة والسفر وقضاء الوقت مع عائلته.

ورغم أنه قد يشرف على "تنشئة الطفل" في العمل، فإنه لم يعش الوضع نفسه مع بناته الثلاث في المنزل اللاتي تبلغ أعمارهن 17 و15 عاماً والأخيرة التي على وشك أن تبلغ 12 عاماً.

وتعليقاً على عائلته، قال زاهر: "إنهم نعمة كبرى في حياتي. وتتميز كل واحدة منهن بشخصية مختلفة، وهو أمر رائع ولكن يفرض تحديات متنوعة". وأضاف ضاحكاً: "عندما يتفقون على شيء، أشعر أنني أقلية في المنزل".