تنبيه: احذر من المواقع الاحتيالية وعمليات التصيد الاحتيالي. اعرف المزيد.

image description

تربة من أجل المستقبل

يسعى نائب رئيس تطوير ونقل التكنولوجيا للوصول إلى لحظة نجاح تطبيق الحل الثوري لتحويل بقايا البوكسيت

ربما يكون من المناسب أن يشعر عبدالله الزرعوني، نائب رئيس تطوير ونقل التكنولوجيا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، أن اللحظة الأكثر فخراً في مسيرته المهنية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لم تأتِ بعد، ولكنه ينتظرها بفارغ الصبر.

عندما طُلب من عبدالله وصف مبادرة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الرائدة لتحويل بقايا البوكسيت إلى منتجات تربة صالحة للزراعة، أجاب في البداية: "دعونا نعود خطوة إلى الوراء". ظل خبراء البحث والتطوير في قطاع الألمنيوم يجرون التجارب لأكثر من 100 عام من أجل إيجاد استخدام يمكن تطبيقه على أرض الواقع لبقايا البوكسيت، وهي أحد أنواع النفايات القلوية الناتجة عن تكرير الألومينا.

تُتنج عمليات تكرير الألومينا حوالي 150 مليون طن من بقايا البوكسيت في جميع أنحاء العالم كل عام، ولا يعاد استخدام إلا جزء بسيط منها يقدر بأقل من 2%، ومن ثم فإن اكتشاف فريق عبدالله لهذا الحل يمثل تقدماً ثورياً في هذا الصدد.

ويمثل هذا الاكتشاف إنجازاً كبيراً لدرجة أنه شجّع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على بناء منشأة تجريبية هي الأولى من نوعها في العالم لتحويل بقايا البوكسيت إلى تربة صالحة للزراعة والتي يمكن استخدامها لزراعة الأشجار والحدائق.

 

ولكن، دعونا أولاً نعود خطوة إلى الوراء.

جاء قرار بناء المنشأة التجريبية في الطويلة، و من المتوقع أن تبدأ عمليات الإنشاء خلال نهاية العام، بعد خمس سنوات من المجهود الكبير والمضني في مجال البحث والتطوير من جانب شركة الإمارات العالمية للألمنيوم. حيث تعاونت الشركة خلال سنوات من البحث  مع كلية الزراعة وعلوم الأغذية بجامعة كوينزلاند وبعض الجامعات الأخرى، تتضمن الجامعة الأمريكية في الشارقة و جامعة تكساس إيه اند إم.

قال عبدالله: "بدأنا بتشكيل فريق فني لوضع خارطة طريق واضحة، فقد عرفنا ما نريد القيام به والنطاق الذي ينبغي أن نركز عليه جهودنا".

وأضاف: "حددنا هذا الهدف منذ البداية، فقد كان علينا أن نفعل شيئاً مختلفاً".

لدينا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم طموح جريء بترسيخ الاستدامة في كل ما نقوم به، ويعتبر هذا المشروع جزءاً من سعينا لنكون رواد الاستدامة العالمية في قطاع الألمنيوم بحلول العام 2030.

ويركز هذا الابتكار الثوري على ما تسميه شركة الإمارات العالمية للألمنيوم "التربة"، وكان عبارة عن فكرة طرأت بشأن البوكسيت القادم من موقع الشركة في غينيا.

يحاول الخبراء اكتشاف طريقة لإعادة استخدام بقايا البوكسيت منذ 100 عام ولم يتوصلوا إلى حل حتى الآن. ومع ذلك، أظهرت التجارب أن التربة المصنعة من قبل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تعزز نمو النباتات وتتطلب كميات أقل من المياه والأسمدة مقارنة بالبدائل الرملية المحلية. وتحوّل هذه العملية الرائدة بقايا البوكسيت بالكامل في غضون ساعات إلى تربة صالحة للزراعة وصديقة للبيئة.

ولكن هناك سبب آخر لعدم احتلال هذا الإنجاز مكانة بارزة في مسيرة عبدالله المهنية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

قال عبدالله: "لقد توصلنا إلى اكتشاف كبير للغاية، لكنني لا أريد أن أفرط في الفرح وأقول إن الأمر قد انتهى".

واستطرد: "أعلم أن هذا ليس كافياً، إذ يجب تطبيق العملية على نطاق كبير، وهذا ما نحن بصدده حالياً".

في هذه اللحظة فقط - وبشرط واحد - سيعلن عبدالله أنها أكثر لحظات حياته المهنية فخراً.

ابتسم عبدالله، وقال: "ستكون اللحظة الأكثر فخراً عندما نتوقف تماماً عن إرسال بقايا البوكسيت إلى التخزين الدائم". وأضاف: "ستكون تلك حقاً أكثر لحظة أفتخر بها في مسيرتي وهي ما أركز عليه". يمكن أن يسهم هذا الابتكار بشكل مباشر في هدف دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثل في تقليل النفايات المرسلة إلى مكب النفايات بنسبة 75% بحلول العام 2030، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين الموارد المحلية، مع المساهمة في تنمية اقتصاد المعرفة في الدولة من خلال البحث والتطوير.

رغم أن إعادة استخدام بقايا البوكسيت تعتبر مصدر فخر بشكل خاص، إلا أن هناك العديد من مصادر الفخر الأخرى في حياة عبدالله المهنية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، فقد كان جزءاً من الفريق الذي أدى مهمة نقل التكنولوجيا في الشركة، وهو "فخور جداً جداً" بأن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم نجحت في بيع تقنياتها الخاصة خارج الإمارات العربية المتحدة.

وفي العام 2016، أصبحت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أول شركة صناعية إماراتية ترخص تقنياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي، بتوقيع اتفاقية نقل التقنيات مع شركة ألمنيوم البحرين "ألبا".

كما يعمل عبدالله بشكل وثيق مع فريق العمل على تصميم تقنيات خلايا الاختزال وتقديم النماذج اللازمة لها، حيث يرسخ عاشق كرة القدم، الذي يشجع فريق مانشستر يونايتد ويلعب في الجناح الأيمن عندما يمارسها بنفسه، خبراته لتطوير عمليات خلايا الصهر والتحكم فيها، وتندرج ضمن اختصاصاته في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم مهمة تطوير أنظمة التحكم في الخلايا.

ويري عبدالله أن تطوير التقنيات ونقلها ليس مهماً فقط في أكبر شركة في الإمارات العربية المتحدة، خارج قطاع النفط والغاز، بل يعتبر "أحد الركائز الرئيسية في الشركة".

وأضاف عبدالله: "يمثل الابتكار والتحسين المستمر إحدى قيمنا الأساسية".

ولا تمثل قصة تصنيع "التربة" لحظة مهمة من الناحية التاريخية فحسب، بل و تبرز دور الإمارات العالمية للألمنيوم كشركة رائدة في مجال التقنيات، ونأمل أيضاً أن تمنح عبدالله في القريب العاجل اللحظة المفضلة في مسيرته المهنية.