تنبيه: احذر من المواقع الاحتيالية وعمليات التصيد الاحتيالي. اعرف المزيد.

image description

رفع المعنويات

للتغلب على مأساة شخصية مؤلمة، يؤدي رينيه ديزيريه موريل دوراً محورياً في تعزيز الصحة النفسية ودعم زملائه وعائلاتهم في جمهورية غينيا

في غرب إفريقيا وعلى بُعد حوالي خمس ساعات بالسيارة من العاصمة الغينية كوناكري، وحوالي 7,000 كيلومتر من الإمارات العربية المتحدة، تقع مقاطعة بوكي التي تلعب دوراً أساسياً في قصة نجاح شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

ربما يعود تاريخ تأسيس شركة غينيا ألومينا كوربوريشن إلى العام 2001، لكنها بدأت العمل بإنتاجيتها الكاملة عند شراء الإمارات العالمية للألمنيوم لها في العام 2013. وتحولت غينيا ألومينا كوربوريشن إلى شركة ضخمة بعد ست سنوات عندما حصلت على أكبر تمويل لمشروع تعدين في جمهورية غينيا.

في خطوة كبيرة نحو تطوير مشروع تعدين البوكسيت التابع للإمارات العالمية للألمنيوم، قدمت مؤسسات التمويل ووكالات التمويل بضمان الصادرات والبنوك التجارية الدولية قرضاً بقيمة 750 مليون دولار، والذي شكل داعماً ضخماً للاقتصاد الغيني أيضاً. ويعد المشروع الذي تبلغ قيمته 1,4 مليار دولار أحد أكبر الاستثمارات في مجال التنقيب في الدولة خلال السنوات الأربعين الماضية.

وقال رينيه عن المشروع: "لم تشهد الدولة هذا النوع من الاستثمار في قطاع التعدين والذي يعد الأضخم خلال السنوات الأربعين الماضية، كما كانت الطريقة التي تم بها تمويل هذا المشروع الأولى من نوعها في غينيا. ونهدف في هذه المرحلة إلى رفع مستوى قطاع التعدين من حيث الجودة والمعايير في غينيا".

وأضاف رينيه، الذي تم تعيينه في منصبه الحالي في أبريل من هذا العام بعد انضمامه إلى غينيا ألومينا كوربوريشن في العام 2015: "تعتبر صادرات البوكسيت أحد مصادر الدخل لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، بل تعد شركة الإمارات العالمية للألمنيوم حالياً واحدة من أكبر موردي البوكسيت في العالم".  ويحتوي منجم غينيا ألومينا كوربوريشن على أحد أفضل أنواع البوكسيت في العالم، والذي يعتبر المادة الخام الأساسية في إنتاج الألومينا التي تُستخدم لصناعة الألمنيوم في المصاهر.

وتابع رينيه: "يقدم قطاع التعدين مساهمة كبيرة للاقتصاد الغيني، تبلغ حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وتمثل أكثر من 32% من إيرادات الدولة الغينية و78% من صادرات الدولة. ونهدف إلى مضاعفة مساهمة غينيا ألومينا كوربوريشن في الاقتصاد المحلي بحلول العام 2040. ولكننا نهدف لتعزيز مساهمتنا بطرق أخرى، حيث نركز على أن التطوير والمساهمة في المجتمعات والمناطق المجاورة لنا".

عملت غينيا ألومينا كوربوريشن على بناء مدارس ومراكز صحية للمجتمعات المحلية، وتطوير مشاريع في الزراعة ومصايد الأسماك، ودعم تطوير المهارات الفردية للمواطنين الغينيين كمهارات الخياطة والميكانيكا. وتهدف الشركة حالياً للتعاون مع منظمات التنمية الدولية وغير الحكومية لتقديم مساهمات أكبر من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي محلياً، بالإضافة إلى أن الشركة تسعى لزيادة مشترياتها من الشركات المحلية بشكل متواصل.

يعيش رينيه بشكل أساسي في كوناكري، ويحب كثيراً رحلة الذهاب إلى موقع العمل، الذي يقع على بُعد 300 كيلومتر في بوكي. وعلق على ذلك بقوله: "إن شركتنا ركيزة أساسية في هذا المجتمع ولدينا برامج تنموية متعددة، وأحب زيارة المجتمعات المجاورة لنا كلما كان ذلك ممكناً".

انضم رينيه إلى غينيا ألومينا كوربوريشن بخلفيات ثقافية متعددة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال الدولية من جامعة نوتنغهام ترينت في إنجلترا في العام 2011. وكجزء من دراسته في الجامعة، درس أيضاً في جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان. وقال رينيه، الذي يتحدث بعض اليابانية بالإضافة إلى إجادته للفرنسية والإنجليزية والعديد من لغات غينيا المحلية: "كنت أقرأ القصص المصورة (المانغا) وأشاهد الرسوم الكرتونية اليابانية منذ أن كان عمري حوالي عامين. لطالما حلمت بالذهاب إلى اليابان والدراسة هناك. ولذلك، عندما رأيت فرصة الذهاب إلى هناك لمدة ستة أشهر، لم أتوانَ عن استغلالها. وقد أحببت اليابان كثيراً، فالطعام رائع، والناس طيبون للغاية".

قضى رينيه فترة رائعة في شرق آسيا مع العديد من الذكريات الرائعة، إلا أن العامين التاليين لهذه الفترة كانا عصيبين للغاية.

كانت زوجته رايسا مصابة بمتلازمة وولف باركنسون وايت، وهي مرض قلبي يؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب بشكل غير طبيعي، وتوفيت رايسا بعد إصابتها بنوبة قلبية في عشية رأس السنة الجديدة في العام 2020. كانت رايسا حاملاً في شهرها السابع بالطفل الثالث، ولكن لم تُكتب له النجاة.

تذكر رينيه تلك الفترة وقال: "لدي ابنة تبلغ من العمر 10 أعوام، تدعى مادلين، وصبي يبلغ من العمر خمسة أعوام، يدعى ماريوس. كان الوضع عصيباً بشكل لا يمكن تصوره. لدي صورة كبيرة لرايسا في غرفة نومنا نتحدث جميعنا معها أو عنها كل يوم، وندعو لها أيضاً". وأضاف: "نتحدث عن الذكريات الجميلة والأوقات الممتعة التي قضيناها معاً واللحظات التي عشناها في سعادة، كما نشاهد مقاطع فيديو مصورة لها والعديد من صورها".

استطاع رينيه التغلب على حزنه واستخدم هذه العملية لمساعدة الآخرين من خلال تطوير برنامج الصحة النفسية للموظفين وعائلاتهم التابع لشركة غينيا ألومينا كوربوريشن. وقال رينيه عن ذلك: "لقد بدأتُ هذه العملية بحثاً عن المساعدة لنفسي، من أجل الخروج من هذه الفترة العصيبة على خير".

وأضاف: "رغم أنه كان عليّ التأكد من أن أطفالي بخير، كنت أيضاً أتأكد بأن جميع الأفراد في الشركة الذين يمرون بهذه الظروف الصعبة لديهم شخص ما يمكنهم التحدث إليه". وبدعم من رينيه، عملت غينيا ألومينا كوربوريشن مع فريق الموارد البشرية التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم على توسيع خدمات برنامج الصحة النفسية محلياً.

ويوفر برنامج الصحة النفسية لموظفي غينيا ألومينا كوربوريشن حالياً خدمات استشارية مجانية وسرية لجميع موظفي غينيا ألومينا كوربوريشن وعائلاتهم، ويساعد الموظفين على التغلب على المشكلات بما في ذلك المضايقات ومشاكل العلاقات والحزن وفقدان الأحباء، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. ويعبر رينيه قائلاً "ذلك يمثل خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح نحو خلق بيئة نفسية آمنة".

وكون غينيا ألومينا كوربوريشن جزءاً لا يتجزأ من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، فهي تمتلك أيضاً هدفاً طموحاً للقضاء على المخاطر في العمل، مع تعزيز الصحة النفسية أيضاً، وذلك في إطار تحقيق هدف الشركة: "معاً نبتكر من الألمنيوم حياة عصرية متكاملة".

يشغل رينيه حالياً منصب نائب المدير العام ومدير العلاقات العامة، ويسعى من خلال التفاني والالتزام والمثابرة إلى رفع مستوى الأداء في غينيا ألومينا كوربوريشن.