تنبيه: احذر من المواقع الاحتيالية وعمليات التصيد الاحتيالي. اعرف المزيد.

image description

وُلد ليكون مختلفاً

بعدما دخل الشاب الذي يحمل اسماً غير مألوف المستشفى ومكث فيها لعدة أشهر بسبب إصابته بسكتة دماغية في سن 21 عاماً، أصبح الآن يشغل منصباً استثنائياً في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم

لم يكن مسامح إسماعيل يحب اسمه عندما كان طفلاً.  حيث يشير اسم "مسامح" إلى التسامح  والصفح، وهو ليس اسماً شائعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل إن مسامح لم يلتقِ مطلقاً بمواطن إماراتي آخر يحمل نفس الاسم.

 قال متخصص الموارد البشرية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم: "عندما كنت طفلاً، كنت أفكر دائماً في تغيير اسمي لأن مسامح ليس اسماً في تراثنا كإماراتيين".

 وأضاف: "كنت أريد أن يكون اسمي عبد العزيز أو سيف مثل بعض أصدقائي. وذات يوم في المدرسة، عندما كنت في الصف السابع، جاءني مدير المدرسة وقال "مسامح، سمعت أنك تريد تغيير اسمك". فأجبته "نعم"".

 فقال المدير: "إن أي شخص سيقابلك لأول مرة سيتذكر دائماً اسم مسامح. لقد ولدت لتكون مختلفاً، سواء في اسمك أو في حياتك. أعلم أنك ستحقق نجاحاً كبيراً في الحياة، فاستخدم اسمك بشكل إيجابي".

 "كنت سعيداً منذ ذلك اليوم لكوني مسامح".

 في العام 2014، كان مسامح يبلغ من العمر 21 عاماً وكان يعمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم فنياً في إدارة الطاقة. وفي أوقات فراغه، كان يحب القفز بالمظلات والغوص وركوب الدراجات.

 ثم في أحد الأيام قرب نهاية العام، أصيب بسكتة دماغية.

 قال مسامح: "فقدت الإحساس في وجهي ويدي، وفقدت القدرة على الكلام، حتى أنني نسيت كل الأحرف الأبجدية".

 وقضى مسامح شهرين في المستشفى.

 وخلال هذه الفترة، طلب مسامح من شقيقه الأصغر إحضار سبورة بيضاء ليكتب جميع الحروف الأبجدية عليها. وكان مسامح يقضي ساعات طويلة في التحديق في السبورة بعد أن يغادر شقيقه كل يوم، محاولاً إعادة تعلم الحروف.

 "كان الأمر مؤلماً وصعباً، ولكن عندما بدأت التعلم مرة أخرى، رفضت التوقف، وظللت أحفز نفسي للتحدث والقراءة".

 يتحدث مسامح حالياً بمرح وصحة وثقة كبيرة لدرجة أن أحداً لن يصدق الأزمة التي تعرض لها في بدايات شبابه.

 عاد مسامح إلى عمله في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في نهاية العام 2015، وقد غيرت هذه التجربة حياته، ودفعته أيضاً إلى إعادة التفكير في مستقبله المهني والانتقال إلى إدارة الموارد البشرية، وعلق على ذلك مبتسماً: "هذه بداية قصتي في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بالفعل".

 مُنح مسامح أسبوعين لإكمال أول مهمة كبيرة له في وظيفته الجديدة، وأكملها في أسبوع واحد، ثم مُنح أسبوعاً لإكمال المهمة التالية، فأكملها في ثلاثة أيام.

 وبعد ستة أشهر فقط، أثبت مسامح كفاءته وحصل على منصب في أحد فرق الموارد البشرية الاستراتيجية، ضمن فريق إدارة الأداء.

 في العام 2017، بدأت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم رحلة طويلة متعددة المراحل لإعادة تشكيل منهجها في إدارة الأداء وإحداث تغيير جذري فيه، حيث يعتبر أحد العوامل الحاسمة في نجاح الأعمال. كان هدف مسامح يتمثل في زيادة تحسين الركائز الأساسية لنظام إدارة الأداء من أجل ضمان سهولة استخدامه، وتمكين الموظفين ومساعدتهم على إطلاق العنان لإمكاناتهم وتحقيق التقدم في حياتهم المهنية في الشركة.

 عمل مسامح على تغيير نظام إدارة الأداء منذ اليوم الأول، فساعد في إعداد مزايا البرنامج الجديد عبر الإنترنت، وقال عن ذلك: "كان التحول إلى نظام إلكتروني عبر الإنترنت يعني تدريب أكثر من 5,000 موظف من خلال أكثر من 120 جلسة تدريبية".

 وبذل مسامح جهوداً كبيرة في هذه المهمة، حيث عمل مع إدارة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على تعزيز نظام إدارة الأداء والتفكير بطرق جديدة في مهام العمل الأساسية.

 غالباً ما يصاحب التغيير تحولٌ ثقافيٌ، وبعد أن اكتسب خبرات واسعة وترقى إلى منصب أعلى في العام 2018، أصبحت مهمة مسامح الحالية هي إعداد العرض التقديمي التعريفي للموظفين الجدد، مما يمنحه الفرصة لتشكيل وإلهام الجيل التالي من مواهب شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

 يركز مسامح على الخطابات التحفيزية داخل الشركة، وقد كان عضواً في مجلس الشباب التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم من  العام 2018 حتى العام 2021. ولا يروي هنا رحلته الشخصية فحسب، بل يسرد أيضاً أفكاره حول تركيز شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الكبير على الناس، وأن تصبح مؤسسة تعتمد على المواهب، التي يعتبر هو نفسه مثالاً أساسياً لها.

  حصل مسامح أيضاً على رخصة تقديم الإسعافات الأولية للصحة النفسية، مما يعني أنه حصل على تدريب لمساعدة زملائه الذين يسعون للحصول على دعم ونصائح فيما يتعلق بالصحة النفسية. وقال عن ذلك: "يعتبر توفير ودعم البيئة الإيجابية للفريق التي يمكن للجميع تقديم مساهماتهم فيها أمراً أساسياً، وكان الحصول على هذه الرخصة إحدى الطرق للمساهمة في العمل الجماعي وتعزيز التعاون داخل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم".

 وعندما طُلب منه شرح معنى عبارة "شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تعتمد على المواهب"، فكّر مسامح قليلاً ثم قال: "منحتني شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الفرصة للتميز. فإذا أردتُ أن أتعلم، وإذا أردتُ أن أنمو، كان عليّ فقط أن أغتنم هذه الفرصة. وكان زملائي دائماً  على استعداد لتقديم العون والمساعدة عندما أحتاج لها".

 وأضاف: "تركز شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على الناس، وتعتبر مساعدة الناس على  التقدم والنمو قدر الإمكان هي إحدى طرق شركتنا لتحقيق النجاح و التمييز".

 ربما لم يعد مسامح يمارس الهوايات المفعمة بالإثارة التي كان يحبها في شبابه، ولكنه لا زال يعيش حياة نشيطة، فبالإضافة إلى التطوع ثلاث مرات على الأقل في السنة في أنشطة الشركة، يدير مزرعة صغيرة مع والده، حيث يمتلكان ثلاثة خيول - قال مسامح إنه يستطيع ركوبها "طالما لم أسقط من فوقها!" - وقد زاد عدد قطيع الأغنام في المزرعة من 64 إلى أكثر من 200 رأس.

 يعمل مسامح حالياً على تأليف كتاب عن حياته وكيف تغلب على العديد من التحديات ليساعد زملائه في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

 إن حكاية مسامح هي قصة شخص "وُلد ليكون مختلفاً"؛ رجل يتميز بالتسامح ودفء المشاعر والشغف واللطف وقوة الإرادة والمرح، وأكثر من ذلك بكثير، فهو مصدر إلهام لجميع الأشخاص المحظوظين بلقائه.

 وبالتأكيد سيتذكرون دائماً اسم "مسامح".