تنبيه: احذر من المواقع الاحتيالية وعمليات التصيد الاحتيالي. اعرف المزيد.

image description

التزام مدى الحياة

في العام 1990، كان الشاب سانتوش راي يحدق في المنشآت الضخمة في جبل علي، وطرأ على ذهنه وصف للشركة التي انضم إليها مؤخراً وعلق في ذهنه من ذلك الحين، وكان الوصف: "العملاق الذي لا ينام أبداً".

وقد نمت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بشكل كبير منذ ذلك الحين  وأصبحت تُنتج واحداً من كل 25 طناً من الألمنيوم المصنوع في جميع أنحاء العالم، وترسخت هذه العبارة أكثر من السابق في ذهن سانتوش.

عمل سانتوش على مدار 32 عاماً دون كلل أو ملل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حيث شق طريقه خلال عدة مناصب تشغيلية مختلفة وصولاً إلى العمل في مركز التدريب ثم إلى منصبه الحالي كمسؤول أول في إدارة تطوير التعلم والتدريب.

وفي العام 2021، تم تكريمه رسمياً لدوره في المساعدة على التصدي لجائحة كوفيد-19، وهو ما أسعده أكثر من أي شيء آخر. ففي ظروف غير مسبوقة تطوع سانتوش لمساعدة زملائه مبدياً حرصاً استثنائياً على العمل الجماعي وإخلاصاً وشجاعة منقطعة النظير.

قال سانتوش: "على الرغم من أن الأمر كان صعباً للغاية بالنسبة لنا جميعاً و لكنني أنظر إلى العام 2021 كأفضل عام مررت به منذ 32 عاماً لأنني استطعت رد الجميل للشركة والأشخاص الذين منحوني الكثير من الرضا والسعادة لما أقوم به يومياً".

وأضاف: "أحب العمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم ولن أسمي نفسي بطلاً ولكني كنت سعيداً للغاية بالمساعدة في تطبيق إجراءات السلامة ومساندة زملائي في العمل. ففي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، دائماً ما نضع السلامة على رأس الأولويات وأحب أن ألتزم شخصياً بالتغلب على المخاطر والمساهمة في الحد من الأضرار الناجمة عن عملياتنا".

ساعد سانتوش زملاءه على اتباع قواعد السلامة من جائحة كوفيد-19 مثل التباعد الجسدي وارتداء أدوات الحماية الشخصية المعززة بشكل صحيح، مرتدياً بدلة الحماية من المواد الخطرة التي تشبه تماماً تلك التي تراها عبر التفاز، والتي وصفها بأنها "خفيفة الوزن للغاية وسهلة الارتداء عكس مانظن". كما كان يضمن تقديم الرعاية لأي شخص تُظهِر نتيجة إصابته بالفيروس خلال دوام العمل ، مع المساعدة على عزله بسرعة.

وقال سانتوش: "إن العمل في الصناعات الثقيلة يكون يدوياً لذلك لا يمكننا أن نساهم بالكثير من المنزل ". وأضاف: "وقد بذلنا أقصى جهدنا للحفاظ على سلامة الجميع وتحفيز جميع زملائنا على المشاركة في تحمل هذه المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه بعضهم بعضاً".

وأردف مبتسماً: "كان علينا التأكد من أن العملاق الذي لا ينام أبداً يواصل العمل، ولا مجال لإيقافه!".

وإذا سألت سانتوش، الذي انضم إلى دبي للألمنيوم (دوبال) في عام 1990 بعد انتقاله من مسقط رأسه في مانجالور في ولاية كارناتاكا، عن سبب بقائه في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لأكثر من ثلاثة عقود، يجيبك بأن هدف الشركة له صدى كبير في نفسه.

وعن ذلك عبر سانتوش: "هدفنا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم هو "معاً نبتكر من الألمنيوم حياة عصرية متكاملة"، ويتردد صدى مساهمتنا في بناء الحياة العصرية في جميع أنحاء العالم لدى كل موظف في الشركة ليجعله فخوراً بما يقوم به".

وأضاف سانتوش أن السبب الآخر هو الدعم الذي قدمته الشركة في تطوير حياته المهنية: "أقدم كل ما بوسعي لرد جميل شركتي مقابل التدريب والتعليم الذي حصّلته منذ عملي هنا، لقد كانت رحلة رائعة وأنا شاكر لذلك".

تشمل المسؤوليات الوظيفية العادية لسانتوش في الشركة تدريب موظفي ومتعاقدي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على تشغيل الآلات والسلامة في مختلف إدارات مصنع الكربون. ويستمتع بالتحدي المتمثل في دوره كمدرب، حيث يركز على تمكين الموظفين من تحقيق جودة العمل والسلامة فضلاً عن تطويرهم، الأمر الذي يصفه بأنه "انعكاس لنجاح المؤسسة بأكملها".

ولكنه ربما يكون أكثر شهرة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بفضل الجولات الميدانية والجولات في المصنع التي يقدمها للزوار والطلاب والموظفين الجدد، والتي قال عنها: "إنها تجربة ممتعة لي للغاية حيث أتمكن من التعرف بالعديد الأشخاص والتواصل مع الكثير من الجنسيات المختلفة". وأضاف: "يأتي هؤلاء الزوار من أماكن مختلفة في العالم لأننا نبيع الألمنيوم للعديد من الدول، كما لدينا أشخاص يعملون هنا في الشركة من بلدان مختلفة!".

لا يتميز سانتوش بالحماس في العمل وقابلية التعلم والمرونة وحسب، ولكنه أيضاً زميل وصديق يحظى بتقدير كبير من الكثيرين في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم. وأشار خريج كلية الحقوق المقيم في دبي إلى أن تقديم الاستشارات والنصائح يعتبر إحدى نقاط قوته لأنه يشعر أن ذلك يساعد في تطوير الآخرين. وأضاف: "هدف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الجريء بالوصول إلى صفر إصابة وعدم وجود أي أضرار تصيب أفرادها يتضمن التركيز على تعزيز الصحة العقلية، وقد كان تأثير جائحة كوفيد-19 عصيباً علينا جميعاً لذلك أقامت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم العديد من الندوات وجلسات تعزيز الصحة النفسية عبر الإنترنت لمساعدة موظفيها على التكيف خلال هذه الفترة الصعبة".

ومع ذلك، تعرضت حياته المهنية لمأساة شخصية أليمة. ففي 22 مايو 2010، فقد سانتوش زوجته ريشما، وابنه نالاند، وابنته ڤيها، في حادث تحطم طائرة، إذ كانوا من بين 158 شخصاً لقوا مصرعهم في تحطم طائرة إنديا إكسبريس، التي انطلقت من دبي وتحطمت عند هبوطها في مانجالور.

ورغم هذه التجربة المروّعة، فإن سانتوش تمسك بالحياة بروح قوية. وقال مبتسماً: "أحب التحدث عنهم، لأن لي كثيراً من الذكريات معهم وتمكنني هذه الأحاديث البسيطة من الحفاظ على تلك الذكريات حية في ذاكرتي".

"كانت زوجتي زميلتي في المدرسة، ووُلد كلا طفليّ في دبي. كنا عائلة رائعة. آمل أن يكونوا فخورين بي وبما أقوم به كل يوم، فأنا أحب وأعتز بكل ذكرياتي معهم".

وكما يرى سانتوش أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم عملاق لا ينام أبداً، هو أيضاً بالنسبة للجميع رجلٌ بقوة عملاقة وعزيمة جبّارة تلهم زملائه في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم وجميع مَن يقابلونه.